write.as

أهلًا بالعالم! لطالما كانت تستهويني فكرة الكتابة. الإعتقاد بأن ما يدور في ذهني كل لحظة من أفكار ستجد ما يحررها في الكتابة لتنطلق في فضاء الصفحات الخاوية لتجعل منها كونًا حيّا. أظنني، ومثلي الكثيرون، تدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة والأفكار النيّرة، الغريبة والعجيبة أحيانًا، بعض منّا استطاع أن يشاركها مع الغير عن طريق المخاطبة أو نشرها على الإنترنت. لم أكن منهم، ليس حتى اللحظة، ففي ثورة الانفجار الفكري لدي، وجدت الحاسوب أمامي متصلًا بالإنترنت، أدى هذا الأمر إلى أن أنعزل بعض الشيء عن محيطي وأتواصل أكثر عن طريق الكتابة مع أصدقائي الإفتراضيين في تلك الفترة، ما صعّب عليّ مهمة مشاركة أفكاري مع من حولي. ولكن ولحسن الحظ، فقد كنت منذ صغري محبًا للكتب والمجلات وأقرأها بكثرة، ولّد هذا لدي الشعور بالشغف تجاهها والتيقّن من أن النشر عن طريق الكتابة، خصوصًا مع ثورة الإنترنت وسهولة وصول المعلومات لعدد كبير من الناس، ستكون الطريقة المُثلى بالنسبة إليّ لمشاركة أفكاري. على الرغم من وجود هذه الفكرة منذ سنوات بعيدة، إلّا أنّني لم أبدأ فعليًا بالكتابة، كنت أظن أن ما لديّ من أفكار ربما لا يستحق المشاركة، وكنت أتعذر عادة بعدم وجود الوقت الكافي لكل هذا، ولأنني شخص عادة ما أستمر في فعل أمر ما والمواظبة عليه. ربّما لم يكن في حقيقة الأمر لا هذا ولا ذاك، بل أعتقد بأن الخوف من ردّة فعل الآخرين لما أكتب هو السبب الأعظم في تأخري. بدأت شيئًا فشيئًا بالجواب على السؤال الذي طالما ألهمني عند كل مرة أستخدم فيها برنامجًا للتواصل الإجتماعي ... " ما الذي يدور في ذهنك؟" لقد كان هذا السؤال بحد ذاته مفتاحًا لكنوز من الأفكار التي لا طاقة لعلي بابا وعصابته بحملها. في كل مرة أجاوب فيها على هذا السؤال ومشاركة ما يدور في ذهني فعليًا، كنت أتيقن أكثر وأكثر من أنني أملكها، القدرة على تحويل ما يدور في ذهني من أفكار إلى كلمات، مُلهمة في الغالب بحسب ردود أفعال من قرؤها، ومشاركتها معهم. لذا منذ ذلك الحين وأنا أنتظر الفرصة السانحة، وأظنها قد حانت. وقعت على هذا الموقع الجديد، والذي أجزم بأن من فيه، في لحظة كتابة هذه المقالة، لا يمكنه القراءة بالعربية عذرًا عن فهم ما كتبت، ولكن هذا لا يهم. المهم أنّني قمت بإنجاز رائع! وجدت صفحة بيضاء ناصعة البياض ولم أتمالك نفسي حيالها، كتبت كل هذا في لحظتها بدون توقف، وأشعر بحرارة في قلبي جراء شعلة من عقلي. هنا، حين يتمازج نتاج العقل مع حرارة القلب لينتج عنه ما يطلق عليه وصفًا بالشغف. هذا ليس كل ما لديّ، أظنّ بإمكاني أن أستمر بالكتابة ههنا حتى مطلع الشمس، ولكنّ لدي واجبُ جامعي لأنجزه خلال ثلاث ساعات. كنت أعمل عليه عندما مررت بهذا الموقع مصادفة ونسيت نفسي بالكتابة. كانت الفرصة السانحة والنداء الذي لطالما أنتظرته، صفحة بيضاء ولوحة مفاتيح وعقل يضجّ بالأفكار وقلب ممتلئ بالشغف.. ما الذي تتوقع أن يحدث؟ محمد